موعد انطلاق تجربة جواز السفر وبطاقة التعريف البيومترية في تونس

في خطوة هامة نحو تحديث النظام الإداري وتسهيل الإجراءات الأمنية للمواطنين، أعلنت الحكومة التونسية عن موعد انطلاق تجربة جواز السفر البيومتري وبطاقة التعريف البيومترية. هذه المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى مواكبة التطور التكنولوجي في مجال الوثائق الرسمية وتوفير مستويات أعلى من الأمان.

ما هي الوثائق البيومترية؟

تعد الوثائق البيومترية من أحدث الأنظمة في مجال إصدار جوازات السفر وبطاقات التعريف الوطنية، حيث تعتمد على تقنيات متطورة لالتقاط البيانات البيومترية مثل بصمات الأصابع، ملامح الوجه، وتفاصيل العين (القزحية) لضمان أمن الوثائق وتحديد هوية حامليها بشكل دقيق.

جواز السفر البيومتري: هو جواز يحتوي على شريحة إلكترونية مدمجة تخزن البيانات الشخصية لحامل الجواز بالإضافة إلى معلومات بيومترية أخرى، ما يجعله أكثر أمانًا من الجوازات التقليدية.

بطاقة التعريف البيومترية: هي بطاقة هوية تحتوي أيضًا على شريحة إلكترونية تضم بيانات صاحب البطاقة وتفاصيل بيومترية تساعد في تحديد هويته بدقة.

موعد انطلاق تجربة الجواز البيومتري وبطاقة التعريف البيومترية

وفقًا لما تم الإعلان عنه من قبل وزارة الداخلية التونسية، فإن التجربة الأولى لــ جواز السفر البيومتري و بطاقة التعريف البيومترية ستنطلق في شهر نوفمبر 2024، حيث ستبدأ الدوائر الحكومية المختصة في إصدار هذه الوثائق الإلكترونية للمواطنين في عدد من المناطق التونسية.

الفترة التجريبية ستشمل بعض المدن الكبرى، مثل تونس العاصمة، سوسة، وصفاقس، وذلك لتقييم النظام الجديد والتأكد من فعاليته في معالجة الطلبات وتوفير الوثائق في الوقت المحدد.

الأهداف الرئيسية للمبادرة

تعزيز الأمن: تعد الوثائق البيومترية أكثر أمانًا من الوثائق التقليدية، مما يساهم في الحد من التزوير وتسهيل إجراءات التحقق من الهوية في مختلف المعاملات الحكومية والدولية.

تبسيط الإجراءات: بفضل التكنولوجيا المتقدمة، سيتمكن المواطنون من الحصول على جواز السفر وبطاقة التعريف بشكل أسرع وأكثر دقة، مما يقلل من الوقت اللازم لإنجاز المعاملات.

الامتثال للمعايير الدولية: هذه الوثائق تتماشى مع المعايير الدولية للأنظمة البيومترية، مما يسهل السفر والتنقل بين البلدان خاصة في المناطق التي تتطلب التحقق البيومتري.

كيفية التقديم للحصول على الوثائق البيومترية

للحصول على جواز السفر البيومتري أو بطاقة التعريف البيومترية، سيكون على المواطنين اتباع الإجراءات التالية:

التحقق من الهوية: يجب تقديم المستندات الثبوتية مثل شهادة الميلاد أو بطاقة التعريف القديمة.

القيام بالزيارة الشخصية: نظراً لأن الوثائق البيومترية تتطلب التقاط بصمات الأصابع وصورة الوجه، يجب على المواطن التوجه إلى المراكز المعتمدة لإتمام الإجراءات.

انتظار المعالجة: بعد تقديم البيانات المطلوبة، ستتم معالجة الطلب في غضون فترة تتراوح بين 10 إلى 15 يومًا، حسب الكثافة وعدد الطلبات.

استلام الوثيقة: سيتم تسليم الجواز أو البطاقة البيومترية في المركز ذاته بعد فترة معالجة الطلب.

التكلفة المرتبطة بإصدار الجواز البيومتري وبطاقة التعريف البيومترية

حتى الآن، لم يتم تحديد المبالغ النهائية التي سيتعين على المواطنين دفعها مقابل إصدار هذه الوثائق، ولكن من المتوقع أن تكون هناك رسوم تتراوح بين 30 و50 دينار تونسي للوثيقة الواحدة، وفقًا لما نشرته المصادر الحكومية.

مزايا الوثائق البيومترية

الأمان العالي: تقنيات البيومترية تجعل من المستحيل تقريبًا التلاعب بالوثائق أو تزويرها.

السرعة والفعالية: نظام الطلب الإلكتروني يساهم في تسريع المعاملات وتوفير الوقت للمواطنين.

إمكانية السفر الدولي بسهولة: مع جواز السفر البيومتري، سيتمكن المواطنون من السفر إلى العديد من الدول التي تتطلب تقنيات التحقق البيومتري.

التحديات المحتملة

على الرغم من المزايا الكبيرة التي توفرها الوثائق البيومترية، قد يواجه بعض المواطنين بعض التحديات في البداية، مثل:

القبول الدولي: قد تحتاج بعض الدول إلى وقت لتفعيل أنظمتها لاستيعاب الجوازات والبطاقات البيومترية.

التحديث التكنولوجي: قد تحتاج بعض المراكز إلى تحديث معداتها لتتناسب مع تقنيات التصوير البيومتري.

الختام

إن انطلاق تجربة جواز السفر البيومتري و بطاقة التعريف البيومترية في تونس يمثل خطوة هامة نحو المستقبل الرقمي وتحقيق مزيد من الأمان والتطور في إدارة الوثائق الرسمية. وعلى الرغم من التحديات المحتملة، من المتوقع أن يسهم هذا التحديث في تسريع المعاملات وتسهيل السفر وتعزيز مكانة تونس على الساحة الدولية.