
في ظاهرة فلكية نادرة، سيتزين سماء الليلة قمر الدم، ذلك الحدث الذي يبهر العيون ويأسر الأنفاس، ويجذب أنظار عشاق الفلك والمراقبين على حد سواء. حدث يتكرر نادرًا، لكنه يحمل في طياته مزيجًا من الجمال والكثير من الأسئلة العلمية والرمزية التي يتساءل الناس حولها منذ العصور القديمة.
قمر الدم هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يتزامن الخسوف الكلي للقمر مع حالة معينة من الغلاف الجوي للأرض، ما يجعل القمر يبدو بلون أحمر قاتم. يعود هذا اللون إلى الطريقة التي يمتص بها الغلاف الجوي للأرض الضوء الأبيض القادم من الشمس، ليمرر الضوء الأحمر فقط عبر الغلاف الجوي، وهو ما يسبب هذه الظاهرة المثيرة.
تعد هذه الظاهرة جزءًا من دورة الخسوف الكلي للقمر، الذي يحدث عندما يتواجد القمر في ظل الأرض بشكل كامل، ليحجب عنه ضوء الشمس. وعادةً ما يحدث هذا النوع من الخسوف مرة واحدة كل عام أو عامين، ويظل قمر الدم يظهر في السماء لبضع دقائق فقط، لكن تأثيره يكون ساحرًا وعميقًا
حظي عشاق علم الفلك بفرصة رؤية « قمر الدم » الأحد 7 سبتمبر 2025 خلال خسوف كلي للقمر رصد بشكل رئيسي في آسيا، ولكن أيضا في أوروبا وإفريقيا.
وتحدث هذه الظاهرة التي تُلوّن قمر الأرض باللون الأحمر، عندما تكون الشمس والأرض والقمر على خط واحد تماما بهذا الترتيب، وعندما يكون القمر في طور البدر.
وأتيحت الفرصة الأفضل لمشاهدة هذه الظاهرة في آسيا، خصوصا في الصين والهند، وكذلك لسكان شرق إفريقيا وغرب أستراليا.
واستمر خسوف القمر الكلي من الساعة 17,30 حتى الساعة 18,52 بتوقيت غرينتش.
كما حصل السكان في أوروبا وإفريقيا على فرصة لرؤية خسوف جزئي لفترة وجيزة أثناء طلوع القمر في وقت مبكر من المساء. وكان الأقل حظا سكان القارتين الأمريكيتين الذين لم يتمكنوا من مشاهدة هذه الظاهرة.
ويتحول لون القمر إلى الأحمر أثناء انزلاقه إلى ظل الأرض الذي يحجب أشعة الشمس، ويفقد تدريجا بريقه الأبيض.
وأوضح عالم الفيزياء الفلكية في جامعة بلفاست راين ميليغان أن أشعة الشمس الوحيدة التي تصل إليه « تنعكس وتتشتت عبر الغلاف الجوي للأرض
وهذا الخسوف الكلي للقمر، وهو الثاني هذا العام بعد الخسوف الذي رصد في مارس، يشكل مقدمة للكسوف الشمسي الكبير المتوقع العام المقبل في 12 أوت 2026.
المصدر: موزاييك اف ام